[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] استعرضت جولة «الرياض» مع المراقبين الصحيين في أمانة الشرقية، آلية العمل اليومية للموظفين وطرق تعاملهم مع المخالفين، والتي نفذت في مطاعم داخل ووسط مدينة الدمام، واتضح أن التي تقع على الطرقات الرئيسة وذات الأماكن المرموقة تستخدم كافة وسائل السلامة، أما الأخرى والتي تقع وسط المدينة فتعمل بشكل عشوائي وبنظافة معدومة وعمالة غير صحية، إضافةً إلى مواقع ملوثة وأطعمة فاسدة، كما تضمنت الجولة التعامل مع «صالونات الحلاقة» و»محلات بيع اللحوم» و»محلات بيع الخضار والفواكة».
زيارة مفاجأة
دخل المراقبون فجأة إلى داخل مطعم شهير يقع على شارع الأمير محمد بن فهد -الشارع الأول-، وبينما جميع العاملين منهمكين في تحضير الوجبات، طلب "د.أحمد الدين" -المشرف على المراقبين- جميع بطاقات العمل والرخص الصحية من العمال مباشرة، ثم بدأ الفريق بالتأكد من طريقة إعداد الطعام وتفحص مكونات الأكل من لحوم وخضار وسلطات، إضافةً إلى الكشف على جميع المقبلات، بعد ذلك تم الكشف على الثلاجات والبرّادات الخاصة باللحوم، وكذلك قياس جودة الزيوت المستخدمة في القلي باستخدام جهاز خاص يقرأ جودة عناصر الزيت ومدى صحته، ثم الكشف على الأيادي وأخذ مسحات طبية لهم للكشف عن الجراثيم ومدى تقيدهم بتعقيم أيديهم قبل الشروع في إعداد وتقديم الطعام للزبائن، وفي نهاية الكشف دوّن المراقب "عبدالعزيز الشمري" بعض الملاحظات، مثل عدم تعليق التعليمات الخاصة بطرق إعداد الطعام بشكل صحي بلغات مختلفة، وعدم كشف المطبخ بشكل كامل لكي يستطيع العملاء مشاهدة إعداد وتحضير الأكل، مشدداً على العاملين بالتقيد على صحة الغذاء، مشيداً في الوقت نفسه بمستوى النظافة والسلامة في الغذاء والطرق الصحية في التخزين وتقديم الطعام.
أوانٍ مكشوفة
وفي مطعم آخر، تفاجأ جميع العاملين بدخول المراقبين، وبدا عليهم الارتباك، فكان أولى المفاجآت أن هناك كميات كبيرة جداًّ من اللحوم تم وضعها مكشوفة تحت مغسلة المطبخ، مع وجود بعض الحشرات تدور حولها، وكذلك كانت العديد من "الصواني" جاهزة لتقديمها لزبائن وهي مكشوفة، وجميع البهارات كانت على الأرض بشكل "مقزز"، ولم تكن تلك المفاجآت وحسب بل كان داخل المطبخ "غرفة تفتيش صحية" للمجاري وهي مصدر تكاثر الحشرات!، وكان من المؤسف أن هناك مستودع كبير يخزن فيه جميع المواد الغذائية ومواد التنظيف مثل الصابون وغيره، ويفتقر إلى أبسط وسائل السلامة والتهوية، ليُغلق المراقبون الصحيين المطعم، وأكد أحد العمالة على أن المطعم مفتوح للزبائن منذ عدة سنوات، وتدون المخالفات والغرامات المالية بين فترة وأخرى، والكفيل -حسب حديث العامل- لديه واسطة تعيد فتح المطعم مرةً أخرى.
وقال "د.أحمد الدين" -المشرف على المراقبيين الصحيين-: إنهم لا يترددون في إغلاق مثل هذه المطاعم، حيث تشكل خطورة على صحة الإنسان، لعدم تقيدهم باشتراطات السلامة في الأكل أو في العاملين.
جزار مخالف
وفي زيارة إلى أحد محلات اللحوم المبردة والطازجة، والتي يتم استيرادها من خارج المملكة أو يتم ذبحها في مسلخ الأمانة، حيث شوهد الجزار من الخارج قبل أن ينتبه إلى وجود المراقبين بوضع قطعة قماش من "الشاش الأبيض" في "سطل ماء" ويلف بها اللحم؛ كي تبقى طرية بشكل يلفت انتباه الزبائن، وحين دخول المراقبين للمحل بدأ على "الجزار" الارتباك، ليبدأ الفريق بعمل الاختبارات على اللحوم المعروضة واللحوم التي داخل البرادة والتأكد من سلامتها عن طريق الأجهزة المصاحبة معهم، والتأكد كذلك من وجود الأختام على اللحوم المستوردة واللحوم المذبوحة داخل المسلخ، وأخذ المراقبون عينات عشوائية من اللحوم لإرسالها إلى مختبرات الأمانة لتحليلها والتأكد من سلامتها، وتم تسجيل العديد من المخالفات على الجزار وإعطائه إنذار نهائي بالسرعة في تسديد المخالفات، وكذلك المحافظة على نظافة المكان، وفي نهاية الكشف أعطى المراقب "علي ال سنان" الجزار بعض الطرق الصحية في عمليات عرض اللحوم، مع كيفية المحافظة عليها طازجة.
صالون حلاقة
وفيما يتعلق بآلية الرقابة على "صالونات الحلاقة الرجالية"، كان ضمن جدول الجولة المرور على أحد الصوالين ممن يقدم الخدمة ب"عمالة آسيوية"، واستعرض موظف الأمانة شهادات الصحة وشهادة مزاولة المهنة والتراخيص، ومن ثم الكشف على الأدوات المستخدمة، وكانت الأمشاط منتهية وتالفة ومتسخة، وعثر كذلك على "مقص شعر" تالف داخل صندوق التعقيم، وكان مستوى النظافة متدني، ليتم عمل فحوصات على الحلاقين والتأكد من سلامتهم ومستوى النظافة العامة لهم، وفي نهاية الكشف تم تدوين العديد من المخالفات وإعطاء الصالون "إنذاراً نهائياً" لتحسين الخدمة، مع إبلاغ العمالة بضرورة استخدام أدوات صحية سليمة، وكذلك الاهتمام بالنظافة.
وأوضح "د.الدين" أن الكثير من الناس يستهينون في الأدوات التي يستخدمها الحلاق، وهي تمثل خطورة ومشكلة، مثل "الأمشاط" التي تنقل العديد من أمراض فروت الرأس، مثل مرض القشرة وخلافه، كما أن "مكائن التنعيم" تنقل العديد من الأمراض الخطيرة المعدية، وكذلك "أمواس الحلاقة" و"فرش البودرة" واللتان تعدان من وسائل نقل الأمراض، وفي مثل هذه الحالات نعطي الصالون المخالف أقصى العقوبات؛ لأنه سبقها حملة كاملة من أكثر من عام، والتحذير بخطورة تلك الأدوات، ومن المؤسف أن بعض الناس يتساهل في مثل هذه الأمور الهامة.
شاب طموح
وفي بادرة مختلفة عن المحلات السابقة، استقبل شاب يعمل في أحد محلات بيع الخضار والفواكه المراقبون الصحيين بكل حفاوة وترحيب، وقدم مباشرةً الأوراق الرسمية من رخصة المحل، وصورة السجل التجاري ودفتر الزيارات، وبدأ المراقبون في فحص بعض الخضار والتأكد من طريقة عرضها بشكل صحي، وكذلك طريقة التخزين، ثم شُكر الشاب الذي لم يسجل عليه أية ملاحظة، حيث كان على درجة كبيرة من الوعي.
وقال "د.رائد الراشد" -مدير إدارة الرقابة الصحية بأمانة الشرقية- أن الأمانة تواصل جهودها لكشف مخالفات المطاعم وصالونات الحلاقة ومحلات بيع المواد الغذائية المختلفة على مدار العام، موضحاً أن المطاعم من أكثر الأنشطة التي يعانى منها المراقبون الصحيون، مؤكداً على أن الأمانة سجلت خلال النصف الأول من هذا العام (2648) مخالفة بنسبة (7-12%) من إجمالي المحلات التجارية، وتم التقيد بتعديل الملاحظات بواقع (1769) محل أزال الملاحظات التي دونت عليهم.